الخميس، 18 فبراير 2010

بائعة الكبريت


هدوء مخـيف ...

وصمت قاسـي ..

لا شيء في الخارج سـوى صـوت الـريح

الثلج غطى أرجاء الأرض ...

الأشجار يكسوها البياض ...

والمصباح يحـتضر والدفء شحـيح

وأنا أقـف خـلف نافذتي وأنظـر ...

أرى الأشياء ذابلة ...

الأضواء ...

الطرقات ...

وجـوه الناس ...

وفجأة سمعـت إنسان يصيح

ــ كـبريت ــ

ــ كـبريت ــ

ــ كـبريت ــ

لم أرى شيء أبدا ...

مسحـت زجاج نافذتي بيدي ...

عـلني أرى صاحـب الصوت الجـريح

ــ كـبريت ــ

ــ كـبريت ــ

ــ كـبريت ــ

ركضت مـسـرعـا نحـو الباب فـتحـته ...

سـمعـت أنين مفاصله ...

فـ لـمحـت فـتاة صغـيرة ذات وجه مليح

خـدهـا شـاحـب كـ حـزني ...

شـفـتاهـا متصلـبة كـ دمعـتي ...

معـطفها بارد كـ فـرحي ...

قالت أتشتري يا سـيدي كـبريت ...

لدي الكـثير منه أرجـوك أشتري واحـد ...

لـ تشعـل به نار المدفأة ...

ومن هـذا البرد القارص تستريح

سعـره رخـيص جـدا ...

وأنت رجـل ميسـور الحال ....

خـذ يا سـيدي فـ لا تكن كـ هـذا البرد قـبيح

قـلت ــ يا صغـيرتي ــ ما فائدة الدفء وأنا ..

أذوب كـل يوم كـ الشـمعة

ما فائدة الـدفء ولـم ..

تبقى في عيني دمعة

أنا في جحـيم الحـزن أتألم ...

النار في قلبي يستعـر وقـودهـا ...

الجـمـر ذوب روحي وصهرها ...

وفي عـيني ضاق الكون وهو فـسيح

فـ أذهبي يا صغـيرتي أذهـبي ...

أنتِ أفـضـل حال من حالي

أنتِ تعـطين الناس الدفء وتأخذين الثمن ...

أما أنا ...

أعطي الناس الفرح وقصائد الحـب

وماذا أخـذت ...

ماذا أخـذت ...

أخـذت دمع سـاخـن وقـلب جـريح

..................

...................

رحـلت بائعة الكـبريت بعـيدا ...

أغـلقت بابي وما كاد ينغـلق ..

وعـدت إلى نافـذتي لا أملك شيئا سوى ...

دمع ساخـن .....

وقـلب جـريح

دمع ساخن ....

وقـلب ...

ج

ر

ي

ح


/


شتاء 1998 م


الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان




/

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

دمعة على باب الحب


أمعـقول ما تقولين

عـني سـ ترحـلين

ولن تعـودي للأبد


كـيف ؟ وأنت ِ تعـلمين

رحـيلك ِ جحـيم حـنين

والروح تفارق الجـسد


فـ يا حـب أسعـدني سنين

يا قـلب علمني معـني العـشق ..

والشوق ..

والصدق ..

وجعـلني سيد العالمين

وأسقاني كأس الوجـد


قـولي أنك ِ لا تقصدين

وأنك ِ كـنت ِ تمزحـين

وكلامك ِ هـزل لا جـد


قـولي أنك ِ تخـتبرين

شوقي بلغ أين

وحـبك ِ كل يوم يزدد


أما زلت ِ لا تؤمنين

أنه حـين ترحـلين

من جـنة الحـب سـ أطـرد


أحـبك ِ يا نور العـين

وأعـشقـك ِ فـلا تظـنين

والرب عـلي يشهـد


/


الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان



/

الأربعاء، 3 فبراير 2010

صديقة الفراق


لماذا أخـذت ِ مفتاح قـلبي

وأضعـته ذات مساء ...

لماذا سرقـت ِ بابه

وتركـت ِ الريح تعـصف بروحي

فالبرد كـسر أضلعي ..

وقطرات المطـر تخـر من سقـف الشوق

أغـرقـتني ..

اجـتاحـتني ..

ونافـذة الصبر موصدة

وعـصافـير الصباح هجـرت أعـشاشها

والمصباح الوحـيد الذي كان يناجـيني

نفـذ زيته فـ مات ...

صرت بعـدك ِ بلا هوية

تائه في متاهات الحـزن

ومفقود في مقـبرة الجـرح

فـ يا صديقة الفـراق ..

لا تحـدثيني عن الوداع

وكيف حـالي في غـيابك ِ

لدي يا صديقة أحـزان العالم

وأشباح تطوف حـولي ...

وأوراق الشجـر انتحـبت

والحـمام أعـتزل التحـليق

والقـمـر لبس ثوب الحـداد

والسماء انتحـرت

ما عـدت أشعـر بنفسي ...

ولا اعـرف تاريخ اليوم والوقـت

فـ الأيام مفقودة والساعات ...

توقفت عـقاربها عـند ساعة رحـيلك ِ

حـتى زهور عـيني ذبلت

وماتت من ملح دموعي ...

وتسأليني عـن حالي

لا حـال لدي سوى ...

جـسد معـلق بمشنقة الانتظار


/


الشاعـر : ضيف الله آل حـوفان



/